أيَآ صآحِبُ القبُلآتْ المُعَلبَةْ

نشأت بين تلكمُ الطهارة فألفْتُها و أصبحتْ كياني ,, لكنْ عندما تَقابلنا كان اللقاء صعباً بحجم ما يحمله صدركـ من برود مدنيتكـ و حرارة حضني الرّيفي ,, أتيت حاملة معي عذوبة المشاعر تحلق مع بلابلنا التي صقلت النفوس فجعلتها رقرَاقة عذبة ,, حلمت معي وفائي لكل روح و أنت أقبلت عليّ بإخلاصكـ للماديّات ,, طبعت عليكـ المدنية شؤمها أصبَحت تنظر بعين المصلحة و تشمّ بأنف المادة البحتة ,, وعند اللقاء الأول أعجبت بما في من مادة و لم تبال بمشاعري الريفية الصادقة , و اقتحمت حياتي علي حياتي بصخب المدنية و ضجيجها ,, فقمت فزعة لم اعلم ماذا أفعل فما علمني سكون الريف أن هناك عالماً آخر يحمل كل هذا الضجيج ,, تقلبت حياتي , فكأنما أنت المدنية تنظر بجشع للريف لتملأه حانات و مقاهـ لدس بعد ذلكم الأرباح في جيبها ,, و انظر بعين المشفق لأبعد عنك قذر تلكم الدنية ,, صحيح أن الوقت في قصتي جعل المادة تقهر الروح لكن صدقني يا صاحب القبلات المعلبة ستعلم قريباً أن عرشك سيطح لأن الناس سئموا المدني التي لا توقظ فيهم سوى حيوانيتهم ,, إنهم يريدون أن يكون أناساً ,, و لم لا يسح لهم بهذا ,, هل كان الريف بطهارته و نزاهته سيتركـ للمدنية أن تطحن الناس بين فكيها ,, أنا لا أبغضكـ أيها المدني فتلك البيوت الصغيرة المتجاورة قد ضحّت بالضغينة قرباناً للتلاحم فقبلت القربان و أحلت بركتها علينا ,, أيها المدني ألا يمكنك أن تقول أحبك مغلفة بالمشاعر و الأحاسيس ,, أكثر دفءً لا بالجمود ,, ألا يمكنك أن تنظر بعين صدق لا بنظرة مكرٍ تبحث عن الفريسة التالية ,, أيها المدني لقد جنت عليك حضارتكـ و ذبحت مشاعركـ و روحكـ فأصبحت تنظر للنساء بنفس النظرة عندما تقلب أوراق مشاريعكـ نظرة [ الاستهلاكـ ] ,, ابتدعت مصطلح المذكرات لتسجل فيها أي إحساس يطرأ عليك لتطمئن على إنسانيتكـ من وقت لآخر ,, أيها المدني ذا الصر القاسي كإسمنتكم و الحياة المصطنعة كفيلم يشاهد ق حفظ كل ممثل فيه دورهـ فأداهـ كما هو دون إحساس ,, و إن افتعل الإحساس فليتقاضى أجراً أكثر ,, أيها المدنيون حتى المشاعر عندكم لها ثمن من المادة ,,


إمضاء: إحسآس بآذخ