e]]ويبقى العراقُ عزيزًا علينا
كبيرًا بحجْمِ الجِرَاح
عَنِيدًا كَطَوْدٍ ..
تَسَاقَطَ منه الفتيتُ المُبَعْثَر
ويبقى العراقُ
على دمْعَةٍ من عيونِ المَهَا
أَهِيمُ بها ..
أَقُولُ لها:
دَعِينِي أُمرِّغُ خَدْيَ ..
في نسمةٍ من نِسيمِ العراق
أصيحُ من (الثغرِ) حتى بلادِ المغول
فَلَنْ تُشرقَ الشمسُ من ظُلْمَةِ (الأطلسي)
وَلَنْ تضحكَ الشمسُ من وَضْعِها في الأفولْ
وَهَلْ في الفُرَاتِ نَخِيلٌ طَوِيلٌ ..
كَصَبْرِ الرَّسُول ..؟
ويبقى العراقُ نزيفًا على الخَارِطَةْ
ويبقى (الرَّصَافةُ) و(الجِسْرُ) ..
مَنْ يُوقِفُ النَّزْفَ إلا بنوكَ ..
ومَنْ يَفْرَحُ الآنَ ..
إلا هَوَى حَاسِدِيكَ
لِمَنْ زَقْزَقَتْ شَقْشَقَاتُ الصَّبَاحِ ..؟
لِمَنْ ضَوَّعَتْ عِطْرَهَا وَرْدَةٌ في الرياحِ ..؟
لِمَنْ قصَّدتْ شِعْرَهَا (نازكٌ) ..؟
لِمَنْ كانَ يَكْتُبُ (سيَّابُنَا) ..
و(بيَّاتُنَا) ..
في الهزيعِ الأخيرْ ..؟
و(سَعْدِي) و(جَعْفَرُ) ، (مَهْدِي)
لِمَنْ يَكتبونْ ..
وَهُمْ وَاجِمُونْ ..
فَمَا مرَّ عامٌ وَلَيسَ العِرَاقُ يَئِنُّ
فهلْ آنَ للشطِّ أنْ يَبْتسمْ ..؟
وهلْ آنَ للشَّمِلِ أنْ يَلْتَئِمْ ..؟
عِرَاقٌ لَنَا ..
وليسَ العِرَاقُ لهمْ
فقُلْ للخليجِ: هَوَانُ العِرَاقِ
هَوَانٌ لنا
وقُلْ للرَّدَى:
اتَّئِدْ
فَلَيْلَى المريضةُ قامتْ على حيلِها
وَلَيْلَى العفيفةُ جاءتْ على مَهْلِها
وَلَيْلَى العروبةُ قالتْ لِهَذَا المَدَى:
سَيَبْقَى العِرَاقُ عَزِيزًا على ناسِهِ
سيبقَى .. ببترُولِهِ ..
وضِيَا تَمْرِهِ ..
وسَمَا نَخْلِهِ ..
سيبقَى بأنْهَارِهِ ..
وودْيَانِهِ ..
وأكْرَادِهِ ..
وعشْتَارِهِ ..
سيبقَى يَسِنُّ السُّنَنْ
ويَعْلُو على جَبَهَاتِ الفتنْ
سيبقَى العِرَاقُ الوَطَنْ
صَلاةً وَشِيْعَةْ
ويَبْهَتُ لَوْنُ الفَجِيْعَةْ
وَيَرْحَلُ مَنْ يَرْحَلُونْ
مع الليلِ صَوْبَ المَنُونْ
وَيَبْقَى العِرَاقُ ..
عِرَاقًا لنا
وليسَ العِراقُ ..
وصُبْحُ العِرَاقِ ..
وخَيْرُ العِرَاقِ ..
يَوْمًا لَهُم.
الإسكندرية 10/4/2003
شعر أحمد شبلول[/b]